[b]
[/b]
[center][b][font:216e=Arial][color:216e=Hotpink]]آدم عليه السلام[/color]
[color:216e=Hotpink]أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته [/color]
[color:216e=Hotpink]وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما [/color]
[color:216e=Hotpink]فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما [/color]
[color:216e=Hotpink]بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله[/color]
[color:216e=Hotpink] إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.[/color]
[color:216e=Hotpink]خلق آدم عليه السلام:[/color]
[color:216e=Hotpink]أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال [/color]
[color:216e=Hotpink]الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء [/color]
[color:216e=Hotpink]وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).[/color]
[color:216e=Hotpink]ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام [/color]
[color:216e=Hotpink]وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه [/color]
[color:216e=Hotpink]سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة [/color]
[color:216e=Hotpink]التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو[/color]
[color:216e=Hotpink] وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون [/color]
[color:216e=Hotpink]له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته ! [/color]
[color:216e=Hotpink]هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. [/color]
[color:216e=Hotpink]أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من [/color]
[color:216e=Hotpink]الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا [/color]
[color:216e=Hotpink]يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد [/color]
[color:216e=Hotpink]خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية [/color]
[color:216e=Hotpink]الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد [/color]
[color:216e=Hotpink]خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . [/color]
[color:216e=Hotpink]عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي [/color]
[color:216e=Hotpink]أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).[/color]
[color:216e=Hotpink]وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى[/color]
[color:216e=Hotpink] الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . [/color]
[color:216e=Hotpink]ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما [/color]
[color:216e=Hotpink]نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .[/color]
[color:216e=Hotpink]أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى [/color]
[color:216e=Hotpink]أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من [/color]
[color:216e=Hotpink]روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود [/color]
[color:216e=Hotpink]عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.[/color]
[color:216e=Hotpink]جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر [/color]
[color:216e=Hotpink]والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء[/color]
[color:216e=Hotpink] فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر [/color]
[color:216e=Hotpink]عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟[/color]
[color:216e=Hotpink]سجود الملائكة لآدم:[/color]
[color:216e=Hotpink]من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من [/color]
[color:216e=Hotpink]روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى [/color]
[color:216e=Hotpink]الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه [/color]
[color:216e=Hotpink]لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه[/color]
[color:216e=Hotpink] لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما[/color]
[color:216e=Hotpink] يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . [/color]
[color:216e=Hotpink]ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .[/color]
[color:216e=Hotpink]أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً.. [/color]
[color:216e=Hotpink]فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن [/color]
[color:216e=Hotpink]تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ [/color]
[color:216e=Hotpink]الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ [/color]
[color:216e=Hotpink]خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي [/color]
[color:216e=Hotpink]العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا [/color]
[color:216e=Hotpink]فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود[/color]
[color:216e=Hotpink] بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك [/color]
[color:216e=Hotpink]جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد [/color]
[color:216e=Hotpink]والتجرؤ على أمر الله الكريم .[/color]
[color:216e=Hotpink]قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)[/color]
[color:216e=Hotpink]هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ [/color]
[color:216e=Hotpink]رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة [/color]
[color:216e=Hotpink]المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف [/color]
[color:216e=Hotpink]الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ [/color]
[color:216e=Hotpink]لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ[/color]
[color:216e=Hotpink] الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .[/color]
[color:216e=Hotpink]وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين .[/color]
[color:216e=Hotpink] لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ [/color]
[color:216e=Hotpink]غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; [/color]
[color:216e=Hotpink]والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو [/color]
[color:216e=Hotpink]طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى [/color]
[color:216e=Hotpink]والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ [/color]
[color:216e=Hotpink]جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .[/color]
[color:216e=Hotpink]فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة [/color]
[color:216e=Hotpink]مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون [/color]
[color:216e=Hotpink]لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين .[/color]
[color:216e=Hotpink] فأرسل إليهم المنذرين [/color][/font][/b]
[/center]